
كيف تساعد شركتك على الازدهار في حالة ركود الاقتصاد؟
أحمد زهران /
١٢ ربيع ثاني - ١٤٤٥
في أوقات ركود الاقتصاد تكون الضربات أكثر وحشية وبلا رحمة. خلال الركود الاقتصادي الذي هز الأسواق العالمية عام 2008 تم إغلاق تقريبًا 1.8 مليون شركة صغيرة بين ديسمبر 2008 وحتى ديسمبر 2010م، وهذا ما تم إحصاؤه فقط، ولا شك أن ما خفي كان أعظم.
في المقابل كان هناك العديد من الشركات التي حققت أرباحًا أكثر مما كانت تحقق من قبل، وقد صدق من قال: في الأزمات تُصنع الفرص. في الوقت الذي كانت الشركات تغلق أبوابها فيه قامت شركة Macy's بفتح متاجر إلكترونية أونلاين تتيح لعملائها شراء منتجاتها وهم في منازلهم، ووجدت شركات أخرى بدائل إبداعية غير ذلك.
كيف تفكر بطريقة إبداعية لتنقذ شركتك أو مشروعك من خطر الركود؟ هذا هو ما نقدمه لك الآن..
تقييم الوضع أثناء ركود الاقتصاد
يجب أولًا قبل أي شيء أن تقدم تقييم دقيق ومحدد للوضع الحالي فيما يتعلق بشركتك أو مشروعك، ومعرفة نقاط القوة والضعف والموارد المتاحة لديك، وكذلك تقييم السوق بدقة عالية. صدر استطلاع رأي يوم 18 يناير، توقع فيه خبراء الاقتصاد من صحيفة وول ستريت جورنال أنّ نسبة الركود الاقتصادي خلال العام الجاري ستصل إلى 61%.
في أوقات ركود الاقتصاد وأوقات الأزمات بشكل عام لا نعتمد على الخطط طويلة المدى، وإنما الاستعداد الدائم لمواجهة كل جديد، حيث تتميز فترات ركود السوق بالتقلبات الدائمة والمفاجآت غير المتوقعة. ينبغي مراقبة التغييرات أولًا بأول، والتفكير بنظرة استباقية لاتخاذ قرارات تواكب التقلبات قبل تفاقم آثارها على مشروعك.
أثناء التفكير في حلول الركود الاقتصادي لا بد من التركيز على 5 جوانب أساسية، وإدارتها بمهارة عالية، لضمان الخروج من الأزمة بأرباح معقولة وتفادي الخسارة. هذه الجوانب هي:
1. منهجية إدارة الشركة
أثناء ركود الاقتصاد لا توجد منهجيات أو قواعد ثابتة في الإدارة، وما نجح قبل ذلك ليس ضروريًا أن يكون ناجحًا الآن، بل لا بد من قراءة المشهد ودراسة التقلبات، وتحديد أهدافك في هذه المرحلة. ما هي خططك المستقبلية؟ هل تسعى للنمو أم الربح؟ أثناء علاج الركود الاقتصادي لا بد من التركيز على الربح وضمان التدفق النقدي لتتمكن من الاستمرارية حتى مرحلة الازدهار.
على سبيل المثال، ركزت شركة سويفل على النمو في الوطن العربي، لكن مع بداية الركود التضخمي العام الماضي غيّرت الشركة من طريقتها في استراتيجيات النمو وبدأ بالتخطيط للربح، وهذا ما صرح به مؤسس الشركة "مصطفى قنديل" قائلًا:
"نحن نعلم أنه يتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة لإعطاء الأولوية للربحية على حساب النمو، لضمان ازدهار الشركة".
من الأمور المهمة كذلك في هذه المرحلة هو التواجد الرقمي. لا شك أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا الآن، لكن تزداد أهميته في فترات الركود حيث يعتبر من أهم الوسائل التي تزيد من عجلة الأرباح، وهذا هو الطريق الذي لجأت إليه شركة Macy's لإنقاذ نفسها من الركود الماضي.
2. الإدارة المالية والتحكم في النفقات
يصعب التنبؤ بتقلبات السوق في مرحلة ركود الاقتصاد وكذلك وضع شركتك خلال هذه الفترات، لذا لا بد من وجود سيولة دائمًا لتتمكن من الإنفاق كلما احتجت إلى ذلك. إن لم يكن لديك الثقافة المالية الكافية يمكنك الاستعانة بأحد المتخصصين في الإدارة المالية لتتمكنا سويًا من وضع استراتيجية فعّالة لهذه المرحلة.
يجب التركيز على الخطوات التي توفر تدفق نقدي جيد، لضمان الاستمرارية وعدم التوقف. يمكن لهذه الأمور أن تساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة:
- ترشيد النفقات: وذلك بضبط النفقات الضرورية والاستغناء عن النفقات غير الضرورية
- البحث عن خيارات أقل تكلفة في النفقات الضرورية، لكن دون الإضرار بالكفاءة
- ترتيب الأولويات في دفع النفقات، وتجنب دفع التكاليف مرة واحدة في ذات الوقت
- تحصيل الأموال من العملاء أولًا بأول
3. إدارة الميزة التنافسية
في مرحلة ركود الاقتصاد لا بد أن تبدأ بإعادة تحليل ودراسة السوق مرة أخرى، ومعرفة احتياجات العملاء وما ينقصهم خلال الفترة الحالية، لكن احرص على جمع بيانات صحيحة لتأتي بنتائج إيجابية. إذا تطلب الأمر تواصل مع العملاء بطريقة مباشرة لتتمكن من فهم احتياجاتهم، هنا ستعلم ما هي الميزات التنافسية التي يجب أن توفرها في منتجاتك.
4. الاستثمار في العملاء الحاليين
كما هو معلوم فإن تكلفة الحصول على عملاء جدد أعلى خمس مرات تقريبًا من تكلفة الحفاظ على العملاء الحاليين. إذًا في مرحلة علاج الركود الاقتصادي نركز تكاليف الاستثمار في المحافظة على العملاء الحاليين، فوجودهم معك يعني تحقيق دخل متدفق بصورة دائمة.
إليك أهم النصائح التي تساعد في ذلك:
- الاهتمام بمرحلة ما بعد البيع، وتوفير خدمة عملاء احترافية
- تقديم عروض أو خصومات مميزة للعملاء، تحفزهم لإجراء المزيد من عمليات الشراء
- ركز على كسب ولائهم، ليصبحوا مدافعين عنك، ويوصون بك لعملاء آخرين